
كانت اللغة العربية قبل الإسلام جرداء بلا نقاط أو حركات، ولم يشكّل ذلك مشكلة عند العرب الأقحاح، فقد عرفوا بأنهم أصحاب سليقة سليمة يجيدون استخدام اللغة الفصحى في حياتهم اليومية، حتى لدى غير المتعلمين منهم. في بداية الدعوة الإسلامية، أدخل عالم النحو أبو الأسود الدؤلي التشكيل إلى اللغة العربية بغرض تسهيل النطق السليم لها، تلاه تلميذه نصر بن عاصم الليثي بوضع النقاط على حروفها في مرحلة التوسع الإسلامي، وذلك لتشجيع المتهافتين على تعلمها من المسلمين غير العرب. ومع الزمن غدا النطق السليم للغة العربية مرهوناً بتشكيل كلماتها، مما انعكس سلباً بشكلٍ عام على قدرة الناطقين بلغة الضاد على استخدامها في تحصيل العلوم والمعارف الحديثة باستثناء قلة متخصصة منهم.

ومع تطور تكنولوجيا المعلومات والإنترنت وازدياد الحاجة للتخاطب السريع باللغة المكتوبة، جاء الحل التوفيقي من مدينة دبي من قبل شركة لتطوير الحلول التقنية والمتخصصة في الترجمة المؤتمتة هي شركة Multillect من خلال تطبيق أطلقت عليه اسم "الحركات"، الذي
يضع حركات التشكيل تلقائياً على النص العربي وفق القواعد والإعراب وتركيب الجملة والنحو، وهو ثمرة جهود دؤوبة لمجموعة من اللغويين، والمبرمجين، والمترجمين ذوو الخبرة من جميع أنحاء العالم، وبرز في هذا الحقل التكنولوجي فئة من الشباب العربي. يقوم المستخدم بكتابة النص والضغط على زر التشكيل وسوف يستجيب التطبيق بتشكيل النص تلقائياً. يُذكر أن تطبيق "الحركات" لقي نجاحاً منقطع النظير عقب إطلاقه، وامتدت شهرته لتشمل أروقة الدوائر التعليمية بفضل خواصه الاستثنائية، باعتباره أداة ضرورية لطلاب اللغة العربية ومُعلميها تفيدهم في توفير الوقت والجهد وتحديد المعنى الدقيق للكلمات والجُمل أثناء القراءة. كما أعلنت شركة Multillect مؤخراً عن إطلاق تحديث لتطبيق الحركات، يزيد من فاعليته ويتلافى أي ثغرات به، وجاء على لسان مجلس الإدارة علي بك إيسايف: "إن اللُغات هي جزء لا يتجزأ من موروثنا الثقافي، ونحن نبذل قصارى جهدنا دائماً وأبداً في سبيل الحفاظ على الإرث العربي الغني، ولأن تطوير مشاريع تُعنى باللغة العربية هو من أولويات شركتنا، فإننا نعمل حالياً على إعداد توصيف رقمي وقاعدة صرفية موحدة للغة العربية". وحول تطبيق "الحركات" أضاف السيد إيسايف: "تُعد واجهة التطبيق سهلة الاستخدام وقاعدة عالمية متميزة للتعليم".